وداعًا نعيمة بوحمالة…

رحيل فنانة بصمت ذاكرة المغاربة بأدوارها الصادقة

صباح حزين للوسط الفني المغربي

في صباح الأربعاء الحزين، خيم الأسى على الساحة الفنية المغربية بعد إعلان وفاة الممثلة القديرة نعيمة بوحمالة، التي فارقت الحياة بهدوء بعد صراع طويل ومرير مع مرض في القلب، دام سنوات وأدى إلى وعكات صحية متكررة.

الخبر نزل كالصاعقة على زملائها وجمهورها، فقد غابت جسديًا من كانت حاضرة دائمًا في الذاكرة الفنية، حاضرة في الضحك والبكاء، في المسرح والتلفزيون والسينما.


مسيرة بدأت في سن الطفولة

انطلقت مسيرة نعيمة بوحمالة الفنية وهي لم تتجاوز بعد الاثني عشر عامًا. ورغم صغر سنها آنذاك، نجحت في فرض نفسها كممثلة واعدة، واستطاعت خلال أكثر من خمسين عامًا أن تنقش اسمها بحروف من صدق وشغف في وجدان المغاربة.

موهبتها المتعددة، وإصرارها القوي على التألق، جعلا منها واحدة من أبرز الأصوات النسائية في تاريخ الفن المغربي، خصوصًا في فترة كان حضور المرأة في الساحة الفنية محدودًا للغاية.


فنانة تشبه أدوارها

لم تكن الراحلة مجرد ممثلة تؤدي أدوارها، بل كانت تعيشها بكل حواسها. كانت قوية في ملامحها، صادقة في أدائها، مرحة في حضورها، وواقعية في تجسيدها للشخصيات.
من الكوميديا إلى التراجيديا، من خشبة المسرح إلى عدسة الكاميرا، عرفت كيف تمسك بالجمهور، كيف تضحكه وتبكيه، وتجعله يرى فيها جزءًا من ذاته.


أعمال لا تُنسى ونجاحات متعددة

أُثرى المسار الفني لبـوحمالة بمجموعة من الأعمال المتميزة، أبرزها:
🔹 “ستة من ستين”
🔹 “الدار الكبيرة”
🔹 “اللعب مع الذئاب”
🔹 “عنداك أ ميلود”
🔹 “خمسة وخميس”
🔹 “انكسار”

كما تألقت في العديد من العروض المسرحية القوية والأفلام السينمائية، سواء على المستوى الوطني أو في أعمال دولية. وظلت حتى آخر رمق وفيّة للفن، مؤمنة برسالته، مشتغلة عليه بشغف لا ينطفئ.


صمود رغم الألم

لكن كما هي الحياة، لم تكن الطريق مفروشة بالورود. فقد عانت الفقيدة في سنواتها الأخيرة من مشاكل صحية متكررة نتيجة مرض القلب، ترافقت مع تراجع في الأدوار الفنية، ما أدخلها في فترة صعبة من العزلة والبطالة الفنية.

ورغم ذلك، لم تستسلم. بل لجأت إلى منصات التواصل، وأطلقت قناة على “يوتيوب”، أطلت فيها على جمهورها بعفوية وتلقائية، محاولةً استعادة الصلة مع محبيها، وكأنها تقول: “الفن لا يُحصر في الخشبة أو في شاشة التلفاز، بل هو حياة كاملة.”


ذاكرة لن تُمحى

بوفاة نعيمة بوحمالة، يفقد المغرب واحدة من ألمع نجماته، ويفقد جمهور الفن ممثلة شكلت جزءًا لا يتجزأ من ذاكرته الجماعية.
لكن ما يبقى، هو الإرث. هو ما تركته من أدوار خالدة وشخصيات محبوبة، ستظل تُعرض وتُروى وتُلهم أجيالًا جديدة من الفنانين والفنانات.


🕊️ وداعًا نعيمة بوحمالة، شكراً على الفن، على الصدق، وعلى الضحكة التي لا تُنسى.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى