لا لتفويت فضاءات الطفولة والشباب.. الاتحاد التربوي المغربي يقرع أجراس الإنذار

في خطوة تعبّر عن قلق متصاعد تجاه مستقبل الخدمة التربوية العمومية بالمغرب، عقد المكتب التنفيذي لاتحاد المنظمات المغربية التربوية اجتماعًا استثنائيًا بالعاصمة الرباط، خصصه لمناقشة المستجدات التي تهدد فضاءات الطفولة والشباب، في ظل تزايد المؤشرات على رغبة الحكومة في تفويت هذه المرافق لجهات استثمارية خاصة تحت غطاء التدبير المفوض.

تفويت صامت وخطر داهم

وسط صمت حكومي مقلق، عبّر الاتحاد عن رفضه القاطع لأي خطوة تهدف إلى تسليم مؤسسات الاستقبال والتخييم لمستثمرين خاصين يسعون لتحقيق الأرباح على حساب الأدوار الاجتماعية والتربوية. وندد بالتعامل الرسمي مع هذا الملف الحساس بمنطق التجاهل والتسويف، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق بمراكز إسمنتية فقط، بل بفضاءات لصناعة الإنسان وتكوين الأجيال.

الاتحاد لم يُخفِ استغرابه من هذا التوجه الذي يضرب في العمق كل ما راكمته الحركة الجمعوية من خبرات وتجارب رائدة في خدمة الطفولة والشباب، مشددًا على أن هذه السياسة الحكومية لا تنسجم مطلقًا مع الشعارات المرفوعة عن بناء الدولة الاجتماعية والاستثمار في الرأسمال البشري.

أين وزير الشباب والثقافة والتواصل؟

البيان الصادر عن الاتحاد لم يتردد في تحميل وزير الشباب والثقافة والتواصل مسؤولية هذا الصمت المريب، متهمًا إياه بتجاهل نداءات الجمعيات والمنظمات التربوية منذ شهور طويلة. كما دعا إلى فتح حوار مستعجل حول هذا الملف الذي يُعتبر من بين أخطر التحديات التي تواجه مستقبل التربية غير النظامية بالمغرب.

مؤشر صادم.. التخييم يتراجع

المعطيات التي أوردها الاتحاد تكشف عن انهيار غير مسبوق في عدد المستفيدين من البرنامج الوطني للتخييم خلال الموسم الحالي، حيث تراجعت نسبة المشاركة بنحو سبعين بالمائة مقارنة مع السنوات الماضية. ويعتبر هذا التراجع، وفق نفس المصدر، نتيجة مباشرة لسياسات غامضة وقرارات مرتجلة، وغياب رؤية واضحة لتطوير هذا الورش المجتمعي الحيوي.

تعبئة شاملة للتصدي للمخطط

في رد فعل مباشر، أعلن الاتحاد عن إطلاق برنامج وطني للترافع، يشمل تحركات احتجاجية وتواصليّة تنطلق من هذا الشهر، دفاعًا عن الخدمة التربوية العمومية وعن فضاءات الطفولة باعتبارها مكسبًا لا يمكن التفريط فيه. كما دعا إلى تشكيل جبهة وطنية تضم الحقوقيين والنقابيين والسياسيين والفاعلين الجمعويين وكل الضمائر الحية، من أجل مواجهة مخطط تفويت هذه المؤسسات تحت أي مبرر كان.

لا تراجع عن معركة الكرامة التربوية

الاتحاد أكد تشبثه بخيار النضال والترافع والصمود، دفاعًا عن حق الأطفال والشباب المغاربة في فضاءات عمومية آمنة وملائمة، بعيدًا عن منطق السوق والمضاربة. كما شدد على أن هذه المعركة ليست معركة جمعيات فقط، بل هي معركة مجتمع بأكمله، لأنها تمس جوهر العدالة الاجتماعية والمواطنة الكاملة.

سؤال مفتوح في وجه الحكومة

في ختام البيان، طرح الاتحاد سؤالًا موجعًا لا زال بلا جواب: كيف لحكومة تدّعي بناء دولة اجتماعية أن تُفرط في أهم أدواتها التربوية؟ وكيف لها أن تسلّم مستقبل الأجيال القادمة إلى مقاولات تجيد الحسابات ولا تعبأ بالإنسان؟

الكلمة الأخيرة إذن ليست للمذكرات الوزارية ولا لصفقات الكواليس، بل لصوت المجتمع.. صوت الأطفال الذين يستحقون أكثر من مجرد وعود.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى