بيان تريفيزو يعيد الزخم للعلاقات المغربية الإيطالية بمناسبة 250 سنة من الشراكة

شهدت مدينة تريفيزو الواقعة بجهة فينيتو شمال إيطاليا تنظيم الدورة الحادية عشرة من المهرجان الإيطالي–المغربي، في أجواء طبعتها روح التقارب الثقافي والاحتفاء بمرور 250 سنة على انطلاق العلاقات المغربية الإيطالية. وقد توجت فعاليات هذه الدورة بإصدار “بيان تريفيزو” الذي ضمّ مجموعة من التوصيات الرامية إلى تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.

وشهدت الدورة مشاركة فعاليات ثقافية، اقتصادية، فنية ومدنية من كلا البلدين، عبّر من خلالها المشاركون عن إشادتهم بمستوى التعاون المتجذر بين المغرب وإيطاليا، مؤكدين على أهمية البناء على هذا الإرث التاريخي لتوسيع مجالات التعاون المستقبلي.


مغاربة إيطاليا في قلب الاهتمام

في البيان الختامي، دعا المشاركون الحكومة المغربية إلى إيلاء أهمية خاصة للجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، من خلال تحفيزها على الاستثمار في بلدها الأم، ومواكبة أنشطتها، وتعزيز صلتها بالوطن على المستويات الثقافية والدينية والاجتماعية، برعاية دبلوماسية نشطة عبر السفارة والقنصليات المغربية.


نحو شراكات ثقافية وفنية وإعلامية أعمق

أوصى البيان بضرورة رفع حجم التبادل الثقافي والفني والإعلامي بين البلدين، مع إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم الإنتاجات الفنية والسينمائية والتلفزيونية المشتركة، وهو ما من شأنه أن يعزز التقارب الإنساني والحضاري بين الشعبين.


التعاون الاقتصادي والاستعداد لكأس العالم 2030

في سياق اقتصادي طموح، اقترح المشاركون تنظيم زيارة لوفد أعمال إيطالي إلى المغرب للمساهمة في المشاريع المرتبطة بالتحضير لكأس العالم 2030، مؤكدين على أهمية تنسيق الجهود بين الهيئات الاقتصادية في البلدين، من بينها الاتحاد العام لمقاولات المغرب وجامعة غرف التجارة والصناعة مع نظيراتها الإيطالية.

كما تم اقتراح إحداث منطقة صناعية مخصصة للشركات الإيطالية بالمغرب، لتكون رافعة جديدة للتعاون الاستثماري وتوطين المشاريع المشتركة.


التمثيلية، التعليم، والتاريخ المشترك

في الجانب المؤسساتي، شدد البيان على ضرورة تمثيل مغاربة إيطاليا في الهيئات المعنية بمغاربة العالم، بما يضمن لهم صوتًا حقيقيًا في السياسات المرتبطة بالجالية، ويُسهم في صون علاقتهم بوطنهم الأم.

أما في الجانب الأكاديمي، فقد تمت الدعوة إلى تعزيز التبادل الطلابي بين البلدين، ورفع عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة المغاربة الراغبين في متابعة دراستهم بالجامعات الإيطالية.

ولم يغفل المشاركون البعد التاريخي، حيث طالبوا بتخليد الذكرى 250 للعلاقات المغربية–الإيطالية عبر تنظيم احتفالات رسمية في كلا البلدين، إلى جانب اقتراح إنشاء نصب تذكاري وتوثيق العلاقات التاريخية بإصدار كتاب شامل يوثق مراحل التفاعل بين الدولتين، من المراسلات الدبلوماسية إلى التواجد الإيطالي بالمغرب.


أفق واعد لشراكة تتجدد

بهذا البيان، يكون مهرجان تريفيزو قد أعاد التأكيد على عمق العلاقات بين المغرب وإيطاليا، واضعًا تصورات عملية لتوسيعها نحو آفاق جديدة. وقد شكل الحدث مناسبة لربط الماضي المجيد بالحاضر المتجدد، في أفق شراكة مستقبلية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى