
المغرب تحت لهيب “الشركي”: درجات حرارة غير مسبوقة تضرب المملكة!
ظاهرة جوية استثنائية ترفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في عدة مدن مغربية
يشهد المغرب هذه الأيام موجة حر غير معتادة، نتيجة تأثير ظاهرة جوية محلية تُعرف بـ”الشركي”، وهي ظاهرة ناتجة عن امتداد المنخفض الحراري الصحراوي نحو شمال البلاد، ما أدى إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة، خصوصًا في المناطق الداخلية والجنوبية.
وحسب تصريح رسمي للحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، فإن “الشركي” تسبب في صعود كتلة هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى، ما جعل الحرارة تسجل أرقامًا استثنائية خلال النهار، مع استمرار ارتفاعها أيضًا خلال الليل.
🔺 مدن مغربية تسجل درجات حرارة فاقت المعدلات الموسمية
تم تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة يوم الخميس الماضي، في عدد من المناطق المغربية. أبرز هذه المؤشرات كانت:
-
سيدي سليمان: 45.4 درجة مئوية (+18 عن المعدل الموسمي)
-
الرباط – سلا: 40.3 درجة (+16.3 درجة فوق المعدل)
-
النواصر: 38.5 درجة مئوية
-
الدار البيضاء: 34 درجة، رغم طابعها الساحلي المعتدل
والمقلق أكثر، أن درجات الحرارة الدنيا خلال الليل بقيت مرتفعة، ما يعكس مدى تأثير الكتلة الهوائية الساخنة التي تسيطر على أجواء البلاد.
🌬️ ما هي ظاهرة “الشركي” وما تأثيرها على المناخ المغربي؟
تُعرف ظاهرة “الشركي” بكونها رياحًا جافة وساخنة قادمة من الجنوب الشرقي، محملة بالغبار والرمال، وتؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، إلى جانب انخفاض في نسبة الرطوبة.
هذه الظاهرة تُعتبر جزءًا من الخصوصية المناخية للمغرب، لكنها عندما تتزامن مع امتداد منخفض صحراوي قوي، فإنها تتحول إلى موجة حر خانقة، قد تستمر لعدة أيام، وتؤثر على الصحة العامة، الفلاحة، واستهلاك الطاقة.
⚠️ هل من تداعيات صحية أو بيئية محتملة؟
نعم. تحذر الجهات المختصة من أن ارتفاع درجات الحرارة الحادة يمكن أن يؤدي إلى:
-
إجهاد حراري لدى الفئات الهشة (الأطفال، المسنين، والمرضى)
-
زيادة استهلاك الكهرباء بسبب تشغيل المكيفات والمبردات
-
انخفاض جودة الهواء بسبب الغبار المحمول مع رياح “الشركي”
-
تأثير سلبي على المحاصيل الزراعية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في الموارد المائية
🧊 كيف يمكن للمواطنين التعامل مع هذه الموجة الحارة؟
توصي مديرية الأرصاد الجوية ومصالح الوقاية المدنية باتخاذ إجراءات وقائية عاجلة:
-
البقاء في أماكن مظللة وباردة
-
تجنب الخروج خلال ساعات الذروة
-
الإكثار من شرب الماء
-
ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون
-
تفادي بذل مجهود بدني كبير في الهواء الطلق
☀️ موجة حر قد تتكرر… ما موقع المغرب في خريطة التغير المناخي؟
تأتي هذه الظاهرة في سياق أوسع من التغيرات المناخية التي بدأت تضرب بقوة في منطقة شمال إفريقيا، حيث يُتوقع أن تصبح موجات الحر أكثر تكرارًا وحدة في السنوات المقبلة.
ويعتبر خبراء المناخ أن ما يعيشه المغرب حاليًا جزء من النمط العالمي للاحترار المناخي، وهو ما يستوجب استراتيجيات واضحة للتأقلم، خاصة في مجالات الفلاحة، الصحة، والطاقة.
خلاصة: الشركي ليس مجرد رياح… بل مؤشر على تحديات مناخية قادمة