“فيلا كاليفورنيا” تفجّر الجلسة.. محاكمة سعيد الناصري تخرج عن السيطرة

مشادات بين النيابة والدفاع والمحكمة ترفع الجلسة مؤقتًا وسط توتر متصاعد

شهدت قاعة المحكمة بالدار البيضاء، مساء أمس، تطورات مثيرة خلال جلسة محاكمة سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، على خلفية ملف “فيلا كاليفورنيا”، حيث تحولت الجلسة إلى حلبة نقاش حادّ بين النيابة العامة وهيئة الدفاع ورئيس الجلسة، مما اضطر المحكمة إلى رفع الجلسة مؤقتًا لعودة الهدوء.


الدفاع يرفض “تكرار الأسئلة” والنيابة ترد بـ”اسمع أسي!”

التوتر بدأ عندما أصر ممثل النيابة العامة على طرح أسئلة متكررة حول تفاصيل ملكية الفيلا وتاريخ الإصلاحات التي أجراها الناصري، الأمر الذي اعترض عليه الدفاع بشدة، معتبرا أن الأسئلة “سبق طرحها وتمت الإجابة عنها”.

غير أن تصريح النيابة بعبارة “أ سمع أسي” لأحد المحامين فجّر الموقف، ما دفع الدفاع للرد بقوة: “ما تقولش ليا سمع”، مضيفين أن المخاطبة يجب أن تكون بـ”الأستاذ” كما ينص عليه الظهير الشريف المنظم لمهنة المحاماة.


رئيس الجلسة يتدخل: “هل يخاف الدفاع من الوصول إلى الحقيقة؟”

أمام تصاعد حدة التوتر، تدخل المستشار علي الطرشي، رئيس الجلسة، قائلًا:
“المتهم أجاب ومستعد للإجابة، فماذا يخيف الدفاع؟ هل يخاف من الوصول إلى الحقيقة؟”

وبعد دقائق من الفوضى داخل القاعة، تقرر رفع الجلسة في انتظار تهدئة الأجواء، قبل أن تستأنف لاحقًا، مع تقديم توضيحات من طرف الطرفين لتجاوز التصعيد.


النيابة العامة توضح والدفاع يخفف من حدة التوتر

بعد استئناف الجلسة، أوضح ممثل النيابة العامة أن ما وقع لا يتجاوز “نقاشًا بسيطًا”، مؤكدًا أن النيابة لم يكن في نيتها المسّ بحرمة الدفاع، وأن الأسئلة تمر عبر القاضي، وليس بشكل مباشر.

من جانبه، صرح الدفاع بأن “ما وقع تم تجاوزه”، في إشارة إلى رغبة الجانبين في تهدئة الأجواء واستكمال أطوار الجلسة بهدوء ومسؤولية.


سعيد الناصري يتمسك بروايته: “الفيلا اشتريتها سنة 2017”

في تصريحاته أمام المحكمة، أكد سعيد الناصري أنه اقتنى فيلا كاليفورنيا من بلقاسم المير في يوليوز 2017، بحضور شهود من داخل نادي الوداد، مشيرًا إلى أنه قام بكل الأشغال والإصلاحات على نفقته الخاصة.

لكنه أوضح أن توثيق العقد لم يتم إلا سنة 2019، بسبب تأخر البائع في استكمال الإجراءات المالية. وأضاف أن “الموثق هو من أنشأ الشركة التي اقتنت هذا العقار”، وهو ما أثار تساؤلات النيابة حول كيفية منح الموثق وثيقة للربط بعدادات الماء والكهرباء قبل اكتمال إجراءات البيع.


المحكمة تلمّح إلى “ترتيب الشهود”.. والناصري يرد

لم تمر أقوال الناصري دون ملاحظة من هيئة المحكمة، التي سألته بشكل مباشر:
“هل وجود أشخاص في مقر بنجلون كان بهدف خلق شهود مستقبليين؟”

لكن الناصري أصرّ على أن العملية كانت قانونية، والموجودون وقتها لم يكونوا شهودًا مزيفين بل شهودًا على المعاملة.


هل تتحول قضية “الفيلا” إلى منعطف جديد في محاكمة الناصري؟

لا شك أن ما جرى في هذه الجلسة يعكس تعقيدًا متزايدًا في ملف سعيد الناصري، ويطرح علامات استفهام حول مسار المحاكمة وتوازن القوى داخل القاعة. وبين شدّ النيابة وجذب الدفاع، تبقى “الفيلا” عنوانًا لقضية قد تكشف الكثير في قادم الجلسات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى