انشقاق..”الحركة” تنشق على نفسها.. وتشتكي سرقة اسمها!
في مشهد سياسي يقترب من الكوميديا السوداء، عادت حركة “السنبلة“ لتتصدر عناوين الأخبار، ليس بفضل برنامج جديد أو مقترح سياسي لافت، بل بسبب صدمة داخلية أحدثها ما سُمِّي إعلاميًا بـ”الانشقاق”. مصدر قيادي داخل الحزب لم يُخفِ استغرابه من ولادة كائن حزبي جديد اختار لنفسه تسمية “الحركة الديمقراطية الشعبية”، وهي تسمية لا تختلف كثيرًا عن اسم الأم الأصلية، إلا بمقدار ما يغيّر الشارب في ملامح الوجه!
انشقاق أم اجتهاد في إعادة تدوير الأسماء؟
قد يبدو في الظاهر أن المغرب يشهد “تعددية حزبية” تنمّ عن حيوية سياسية، لكن في العمق، كلما انشطر حزب أو انبثق عنه “تيار”، يجد الرأي العام نفسه أمام إعادة تدوير لنفس الوجوه، بنفس الشعارات، وباختلاف وحيد: كثرة الحروف في الاسم الجديد!
فأن يظهر حزب جديد تحت عنوان “الحركة الديمقراطية الشعبية” ما هو إلا محاولة لإعادة تسويق نفس البضاعة القديمة في غلاف أكثر لمعانًا. لكن، هل المشكل فعلًا في الاسم؟ أم في غياب أي مشروع سياسي يُقنع المواطن بأنه أمام شيء جديد حقًا؟
القيادة تستنكر.. لكن بمنطق “الملكية الفكرية”!
من داخل المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، صدر موقف لا يخلو من الطرافة: الحزب لا يعارض التعدد، لكنه يتحفظ على “السطو على الاسم”. وكأن الصراع هنا ليس حول الأفكار أو المرجعيات، بل حول “العلامة التجارية” للحزب، وكأن السياسة تحوّلت رسميًا إلى “ماركة” قابلة للنسخ واللصق!
أما عن وصف ما حدث بـ”التمرد المدان”، فيبدو أنه كلام كبير لمشهد صغير جدًا، خصوصًا حين نعلم أن أغلب هذه “الانشقاقات” لا تحظى بأي امتداد شعبي، ولا تنجح في إقناع حتى الجيران بالمشاركة في تأسيسها.
ما الجدوى من إنتاج نفس الحزب مرتين؟
في ظل مشهد سياسي يعيش أزمة مصداقية وثقة، يبدو أن أزمة الإبداع وصلت حتى إلى هندسة الأسماء الحزبية. ما الجدوى من تأسيس حزب يُشبه الأصل من حيث الاسم والشكل؟ هل سيأتي ببرامج مختلفة؟ هل سيجدد خطابه؟ أم فقط يطمح في حصته من كعكة الانتخابات المقبلة؟
الجواب على الأرجح معروف مسبقًا، خصوصًا وأن المغاربة أصبحوا أكثر وعيًا من أن يُخدعوا بتغييرات شكلية.
خلاصة لاذعة: حزب منقسم على نفسه.. يتهم الآخرين بالانقسام!
في النهاية، ما جرى ليس انشقاقًا، ولا تجديدًا، بل نسخة حزبية مكررة بتقنية “كوبي كولي”، مع جرعة من التذمر الداخلي واتهامات متبادلة تشبه “حرب الإخوة داخل المنزل الواحد”. أما المواطن، فقد اعتاد أن يشاهد هذه المسرحيات الحزبية الموسمية، دون أن يقتنع بأن الفصول تغيرت حقًا.