
الملتقى الدولي للقرآن الكريم بالرباط.. أصوات تصدح وقلوب تخشع
لحسن شرماني / هشام اباضة
مسرح المنصور يتحول إلى محراب للخشوع والتلاوة
في أجواء مهيبة ووسط حضور نوعي، اختتمت فعاليات النسخة العاشرة من الملتقى الدولي لسماع القرآن الكريم، مساء الأحد فاتح يونيو، على خشبة مسرح المنصور بحي النهضة في الرباط. الملتقى لم يكن مجرد تظاهرة دينية، بل محطة روحانية فريدة جمعت بين الجمال الصوتي والتدبر في كلام الله.
القرآن يوحّد القلوب من المغرب إلى باكستان
الملتقى هذه السنة حمل نكهة دولية بامتياز. قراء من بلدان متعددة حضروا وأبدعوا، من المغرب ومصر، إلى باكستان، مرورا وسوريا والمملكة المتحدة. لكل قارئ لونه الخاص، لكن ما جمعهم جميعا هو حب القرآن والرغبة في تبليغه بصوت يصل إلى القلوب.
معتصم العسلي.. الجُمهُورِيّةُ العَرَبِيّةُ السُورِيّةُ
من الأسماء التي شدّت الانتباه خلال هذه الدورة، يبرز القارئ معتصم العسلي، الذي بصم على أداء متميز، بطبقات صوتية تتنقل بخفة بين القرار والجواب، بأسلوب يخطف الأنفاس ويزرع الخشوع. تأثره بالمدرسة المشرقية كان واضحا، لكنه حافظ على روح خالصة في الأداء.
محمود السيد عبد الله.. قارئ مصري بصوت يذيب الحجر
أما القارئ المصري محمود السيد عبد الله، فكان له حضور استثنائي، بصوته الجهوري ونَفَسه الطويل، وقدرته على شد الحضور منذ أول آية. بعض التلاوات جعلت الحاضرين يذرفون الدموع، ليس فقط بسبب جودة الأداء، بل بسبب الصدق الذي تحمله تلك الأصوات الخارجة من القلب.
العلم إلى جانب الترتيل.. ورشات ومداخلات أثرت النقاش
الملتقى لم يقتصر على التلاوات فقط، بل شهد أيضا ندوات علمية وورشات تطبيقية في علوم القرآن والتجويد، أطرها علماء مشهود لهم بالكفاءة. تبادل الخبرات بين المشاركين شكّل إضافة قيّمة، خصوصا وأن الحضور لم يضم قراء فقط، بل أيضا طلبة علم وباحثين ومهتمين.
رسالة وحدة وتسامح بلغات متعددة ولهجة واحدة
وسط كل الاختلافات الثقافية واللهجات المتنوعة، وحّدت التلاوة لغة القلوب. هذا الملتقى، كما في نسخه السابقة، حمل رسالة قوية مفادها أن القرآن الكريم ليس فقط كتاب عبادة، بل جسر مفتوح بين الشعوب، وأرضية للحوار والاحترام والانفتاح.