المغرب يتعلم من زلزال الحوز.. خيام ومنصات طوارئ استعدادًا لأي كارثة

المغرب..بصراحة، لا أحد يتمنى أن تعود تجربة زلزال الحوز، تلك الكارثة التي هزّت المغرب في سبتمبر 2023. لكن، كما يقول المثل الشعبي “اللي عضاتو الحية كيخاف من الحبل”، الحكومة المغربية أخذت الدرس جيدًا هذه المرة. واليوم، تتحرك بسرعة لمواجهة أي كارثة مستقبلية.

المغرب..خيام على أهبة الاستعداد في مختلف المدن

إدارة الحماية المدنية لم تنتظر الكارثة التالية حتى تتحرك. لذلك، أطلقت مؤخرًا مناقصات كبيرة لشراء عشرات الآلاف من الخيام الصيفية والشتوية. الهدف من هذه الخيام ليس التخييم ولا الترفيه، بل تأمين مساكن مؤقتة آمنة للمواطنين الذين قد يتعرضون لأي كارثة مفاجئة، مثل الفيضانات أو الزلازل.

هذه الخيام، وبعد شرائها، سيتم توزيعها على مختلف مراكز الحماية المدنية في المدن الكبرى والمتوسطة. والجميل في الأمر أن التوزيع لن يكون مركزيًا فقط في الرباط أو الدار البيضاء، بل سيغطي كل المدن تقريبًا. هذا يعني أنه في حالة وقوع كارثة في أي منطقة، فإن فرق الإنقاذ لن تضطر للانتظار طويلًا قبل وصول المساعدات والخيام.

المغرب..ميزانية ضخمة لسلامة المغاربة

ولأن الموضوع لا يحتمل التقشف أو التأخير، خصصت السلطات ميزانية تفوق 116 مليون درهم لهذا المشروع. طبعًا، هذا المبلغ ليس مبلغًا صغيرًا، لكنه يبقى زهيدًا إذا قورن بالأضرار التي يمكن أن تحدث في حال وقوع كارثة دون استعداد كافٍ. هذا العقد سيُنفذ على خمس دفعات لضمان تغطية جميع الاحتياجات بسرعة وكفاءة.

زلزال الحوز.. درس قاسٍ وتعليمات صارمة

الحقيقة المؤلمة هي أن زلزال الحوز كان بمثابة درس قاسٍ وصادم، لكن السلطات المغربية اعتبرت من هذه التجربة جيدًا. منذ ذلك الوقت، بدأت وزارة الداخلية وباقي الجهات المسؤولة بالتحرك بشكل استباقي، وتعزيز البنية التحتية واللوجستية. الهدف واضح جدًا، وهو تفادي تكرار الأخطاء السابقة، وتوفير استجابة أسرع وأكثر فعالية.

الحوز..منصات إقليمية.. الإغاثة جاهزة محليًا

إلى جانب الخيام، هناك خطوة أخرى مهمة جدًا، وهي إنشاء منصات إقليمية للطوارئ. وزارة الداخلية تشرف الآن على بناء 12 منصة احتياطية جهوية. هذه المنصات ليست مجرد مخازن بسيطة، بل ستشمل مواد غذائية أساسية، وموارد إغاثة فورية. يعني ببساطة، في أي حالة طوارئ، سيكون بإمكان السلطات المحلية التدخل فورًا، دون انتظار تعليمات من العاصمة.

الحوز…مقاربة إنسانية واجتماعية شاملة

المميز في هذه الخطة أنها ليست مجرد خطة طوارئ تقليدية. بل هي مقاربة إنسانية واجتماعية شاملة، تأخذ بعين الاعتبار سلامة المواطنين وكرامتهم في المقام الأول. المغرب اليوم لا يريد أن يكون رد فعله مجرد رد فعل مؤقت بعد وقوع المصيبة، بل يريد استباقها، عبر خطة استراتيجية طويلة الأمد.

وهذه الخطوة الكبيرة تؤكد أن الدولة المغربية قد تغيرت بالفعل في طريقة تعاملها مع الأزمات. لم تعد تعتمد على الحلول الآنية، بل بدأت تجهّز نفسها بشكل دائم، لأن سلامة المواطنين تأتي قبل كل شيء.

في الأخير، تبقى الوقاية خيرًا من العلاج، والاستعداد خير من المفاجآت غير السارة. ومع هذه التحركات الاستباقية، يرسل المغرب رسالة واضحة لمواطنيه، مفادها أن دولتكم حاضرة وجاهزة مهما كانت الظروف.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى